يقول ابن القيّم:
أمــا والــذي حــج الـمـحـبـــّون بـيـتـه * ولـبُّـوا لـــه عـنـــد الـمـهـــلَّ وأحرمــوا
وقـد كـشـفـــوا تـلـك الـرؤوس تواضعاً * لِعِـــزَّةِ مـن تـعـْنــوا الوجــوه وتُسـلـمُ
يُـهــلُّـــون بـالـبــيــداء لـبــيــــك ربَّــنـا * لـك المـلـك والـحمـد الذي أنـت تعلـمُ
دعــــاهــــم فـلـبَّـــوه رضـــاً ومـحــبةً * فـلـمـــا دَعَــوه كـــان أقـــرب مـنـهـم
في كلّ عام في من بداية شهر شوّال إلى حدود العاشر من ذي الحجة تنطلق الوفود من شتى أصقاع الأرض إلى وجهة واحدة، يتركون خلفهم الأهل والأحباب ويلبّون دعوة الله لينزلوا ضيوفا في بيته، ويسلمون أرواحهم بين أكفّه، مبتهلين متضرعّين تتآلف قلوبهم وتتناسق خطواتهم وتتجانس حركاتهم، طمعا في مرضاة الله وإجلالا لعظمته وخضوعا لأمره.
إنها مناسك الحجّ التي فرضها عزّ وجلّ على القادرين من عباده، طيلة هذه الفترة تقبل القلوب على الله طلبا للرحمة والمغفرة والعتق من النار. الحج ميلاد جديد للإنسان، يغفر الله فيه الخطايا و يصفح عن الذنوب، فهنيئا لمن كتب له الله زيارة بيته وهنيئا لمن تقبّل منه.
وكعادتهم فريق إذاعة المتمم لم يفوّتوا هذه الفرصة لمشاركة ضيوف الرحمان فرحتهم، لذلك يقدّمون لكم هذه الحلقة التي تعتني بالركن الخامس من أركان الإسلام ألا وهو الحج.
الكاتب: وسام الفطناسي