إن مصفوفة المتمم المسطرة بمحاذاة أحدث تصنيف للإطار المرجعي لتعلم اللغات وكذلك تصنيف الأكتفل الأمريكي المتعلق بتعليم اللغة العربية لغة ثانية، تأتي بمثابة أول مصفوفة تعليمية شاملة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
المصفوفة تخصص أيضا تسميات فريدة خاصة بالإطار المرجعي المتمم الموجه إلى تلاميذ المدارس. تسميات مراحل اكتساب اللغة شاعرية تحيي اللغة العربية مثل انبعاث الطبيعة والنباتات فيها: حيث الإبذار والتجذير والتورق والتفتح. هذه المصفوفة رائدة بتصنيفها لعناصر اللغة وعناصر القواعد والاشتقاق بمحاذاة اكتساب مهارة القراءة وتدرّج عناصر المحتوى الثقافي. أساليب تكوين النص تنمو أيضا تدريجيا، حيث القائمة والوصف وما إلى ذلك مع تدرج المستويات. مهارة الكتابة تتطور من التعرف على صوت الحرف ورسم الحرف (وبالفصل بين الصوت والحرف هذه السلسلة رائدة أيضا)، إلى الإملاء بالتركيز على أشكال الحروف المتشابهة التي يمكن أن يخطئ فيها الطالب، ثم تصعد مع تدرجات المستويات إلى مستوى الكلمة والعبارة والجملة والنص.
السلسلة التعليمية توفر، إلى جانب الكتب المدرسيّة الأحد عشر، دليلا تطبيقيا للمعلم يعلمه مبادئ أطر اللغات ومبادئ الإطار المرجعي المتمم لتعليم وتعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها. من أصعب مهام تطوير المنهاج هو وضع الأسس العلمية لمعايير التقييم والتقويم وتطوير مواد الاختبارات التصنيفية.
سلسلة المتمم مجهزة بالمواد التي تساعد المدرسين بإجراء الاختبارات التصنيفية وبمعايير التقييم والتقويم، وهذا إنجاز كبير لهذه السلسلة التعليمية. وتتضمن السلسلة جداول للمفردات المتداولة في كل مستوى، وأيضا للمفردات المجموعة وفقا للمواضيع. كما أنها تمنح المعلمين نماذج لتخطيط الدروس في أربعة كتب منفصلة مخصصة للمراحل الأربع. مما يوفر للمدرّس كمّا كبيرا من الوقت ويشجعه على التفرغ للإبداع والتفكير في نشاطات متنوعة للتفاعل مع تلاميذه. في دروس مرحلة الإبذار تنمو العلوم بدءً بالحرف ثم الكلمة ثم العبارة، بتطوير الوعي البصري السمعي، بمحاذاة الطريقة الطبيعية لاكتساب اللغة الأمّ. المهارات تُبْنى بطريقة تفاعلية حيث ترتبط القراءة (الجهرية والتصويرية و التركيبية والتحليلية، بالاستعانة بالصور عند الضرورة). أمّا الاستماع ويبدأ المتعلم بالرسم/التلوين قبل الكتابة، إلى أن يتكيّف مع خصوصيّة الخط العربي. وأمّا مهارة المحادثة فتتطور من خلال مداخل حوارية مرتبطة بمهارة الاستماع إلى التعابير التوجيهية (الرصيد السياقي) التي يستخدمها المدرس، وفهمها والردّ عليها بالنشاط المطلوب، وكذلك من خلال سماع وإعادة الجمل الحواريّة البسيطة (السؤال والرد مع إدخال التعبيرات الثقافية الشائعة). وهكذا فإن كل درس يحتوي على وسائط متعددة ومتنوعة تضمن تطوير مهارة اكتساب واستخدام المفردات المفردات والتراكيب اللغوية بالتدوير وتنميتها تدريجيا لبناء لغويّ متماسك. وتتم التنمية التدريجية للمفردات بعدد كاف من المفردات الجديدة في كل ساعة تعليمية مما يتيح المجال للتكرار وييسّر الحفظ والتراكم مع مرور الوقت؛ إضافة إلى تطوير مهارات الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة، والقواعد والاشتقاق، اهتم المتمم كذلك بالثقافة (وأظن تبعا لدَايان لارسن–فريمان أنه يمكننا أن نعتبر القواعد مهارة مثل بقية المهارات الأربع، ولماذا لا نعتبر اكتساب المفردات واستخدامها في سياقات ملائمة لغويا وثقافيا واكتساب مبادئ الثقافة أيضا مهارتين متساويتين لبقية المهارات في تعلم أي لغة ثانية؟ إن سلسلة المتمم تخصص لكل هذه المهارات والنشاطات مكانا متساويا بل وتقدمها في التشابك والترابط والتفاعل بعضها ببعض مثلما هو الحال في أي لغة حيّة، واستخدامها في الحياة. وأخيرا وليس آخرا، سأضيف إلى كل ميزات وإنجازات سلسلة المتمم التصميم الحديث والظريف والممتع للكتب المدرسية، وتشجيع المعلمين على استخدام كافة الوسائل التقنية الحديثة مثل السبورة التفاعلية وأجهزة الحاسوب والمنصات التعليمية وأجهزة العرض والتطبيقات الإلكترونية والروابط التشعبية، وإلى ترك المتعلمين يعملون في مجموعات بالتشارك والتفاعل الأمر الذي يساعد التعلم ويخلق أجواء خفيفة ومرحة في غرفة الصف.
في رأيي فإن تدبير القراءة عبر التجريد التدريجي من الحركات هو إنجاز رائد يسهل تكيف المتعلم على القراءة الجهرية دون التشكيل (بل ويساعده لتعمق الفهم أثناء القراءة الساكنة). وذلك علما بأن اكتساب وتحسين مهارة القراءة يكون بين الصعوبات الأساسية للناطق بلغة ثانية المتعلم للغة العربية منذ البداية وإلى مرحلة متأخرة في أحوال كثيرة.
لفت نظري في تسلسل عناصر التجريد التدريجي من الحركات أن موضوع الاشتقاق يأتي في استيعاب القواعد مع سلسلة من تدريس القواعد بشكل صريح في المستوى المتفوق = كتاب البيان Superior بينما يسبقه تجريد اسم الآلة المبدوء بميم عند تدبير القراءة في المستوى المتقدم الأعلى = كتاب النص Advanced High فتساءلت هل لن يخلط المتعلم القارئ بين اسم هو اسم آلة المبدوء بميم وبين اسم آخر مبدوء بميم، مثلا اسم الفاعل في الأفعال المزيدة. كما أنه يبدو لي أن الفعل المزيد بحد ذاته ليس موجودا وسط عناصر القواعد، فربما يأتي في سلسلة محاضرات القواعد الصريحة مع جداول تصريفه ومصدره واسمي الفاعل والمفعول؟ أو ربما تدخل المصادر وأسماء الفاعل والمفعول بصفتها مفردات فقط؟ كما أنني لاحظت في المسطرة أن في المستوى المتوسط الأدنى = كتاب العبارة Intermediate Low B1 تظهر النواسخ. فتساءلت ما هي المقصودة لهذا المستوى – هل بعض الأفعال أو بعض الحروف وما هي بالضبط. ثم تأتي في المستوى المتوسط الأوسط = كتاب الجملة Intermediate Mid B1+ النواسخ مرة ثانية يليها “إن وأخواتها” فما فهمت ما إذا كانت تضاف هنا “إن” فقط من النواسخ. في نفس هذا المستوى لفت نظري اسم العدد. حتى هنا تعلم التلاميذ مختلف مجموعات الأعداد ربما بدون التركيز على خصوصية العدد والمعدود. فما فهمت ما إذا كان من المفترض أن “اسم العدد” في هذا المستوى يغطي “العدد والمعدود” لكل مجموعات الأعداد؟ ثم تأتي في المستوى المتقدم المتوسط الأعداد مرة ثانية فماذا يندرج هنا في الحلزونة من معلومات وعناصر قواعد العدد؟ وكذلك تساءلت أليس موضوع جمع المذكر والمؤنث السالم مناسبا للمستوى المبتدئ أو ربما يأتي بصيغة مفردات فقط؟ من كل ما قرأته وعرفته عن سلسلة المتمم التعليمية، أقدر تقديرا عاليا الاستفادة من أفضل إنجازات مختلف النظريات التربوية لتدريس اللغة وتطبيقها باللغة العربية. وعلى خلفية الجدل المنتشر حول أفضلية تدريس القواعد ضمنية أو صريحة، أعجبني أسلوب الفصل بين العناصر القواعدية وتقديم بعضها ضمنية وبعضها صريحة إذ ليس من المناسب في المراحل الأولى من تعليم اللغة تعرض المتعلمين على ثقل كل الجداول اللغوية بكاملها، كما ولا يجوز توفيرها للمتعلم المتقدم فهنا أيضا المتمم يتصرف بلباقة. مع خالص شكري وتقديري لفريق سلسلة المتمم.
مصفوفة-المتمم-1 الحلزنة